السبيل إلى تعليم الولد العربية في مجتمع غير عربي

08-04-2023

السؤال 404206

أنا غير عربية، وأم لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وأعيش في تركيا، أريد تعليم طفلي اللغة العربية، لأني أتقنها، أريد طفلي أن يكون متمكناً من قراءة القرآن الكريم، وأن يتعلم دينه من مصادر صحيحة، أحتاج لنصائح منكم إن امكنم ذلك، وأرجو الدعاء منكم، ومن كل من قرأ رسالتي، بإذن الله تعالى لا يحرمني الأجر، ولا يضيع لي جهد ولا تعب، وأن يسهل أمري، ويلهمني رشدي، وأن يعيننا على تربية ابننا التربية الصالحة في مجتمع لا يساعد كثيرًا على ذلك، ويجعله من أوليائه وخاصته الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فهذه أمنيتنا في هذه الحياة.

الجواب

الحمد لله.

أولا:

نسأل الله الكريم أن يوفقك لما تريدينه من تربية ولدك، وأن ينبته نباتا حسنا، وجميع أولاد المسلمين، وأن يجعل جهدك في ميزان حسناتك تنتفعين به يوم لا ينفع مال ولا بنون.

ثانيا:

قد أحسنت في توجيه ولدك إلى تعلم العربية؛ لأن بها يُفهم دين الإسلام فهما صحيحا، فهي الوسيلة الأساسية لفهم نصوص الوحي وتلاوته كما أنزل.

قال الشافعي رحمه الله تعالى:

" فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح، والتشهد، وغير ذلك.

وما ازداد من العلم باللسان، الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته، وأنزل به آخر كتبه: كان خيرا له " انتهى من "الرسالة" (ص 48 – 49).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" ومعلوم أن " تعلم العربية؛ وتعليم العربية " فرض على الكفاية؛ وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن.

فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي؛ ونصلح الألسن المائلة عنه؛ فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (32/ 252).

ثالثا:

لتعليم الولد اللغة العربية تعليما جيدا ومتقنا في بلد غير عربي ، ينبغي أن تشترك في ذلك جهتان:

الجهة الأولى: المدرسة أو الحلقة القرآنية.

فينبغي أن تلحقيه بمدرسة تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، ومثل هذه المدارس لا تكاد تخلو منها منطقة في البلد الذي أنت مقيمة فيه، لأن المدرسة تفيد الطفل، من حيث إن لها منهجا تلقنه الأطفال، ولأن الطفل في مثل هذه المدارس سيجد روح المنافسة مع سائر طلاب المدرسة أو الحلقة القرآنية، ويساعده مثل هذا الجو على الاستمرار في التعلم، ولا يحس بغربة ما يطلبه.

الجهة الأخرى: الأسرة.

مما ينبغي أن يُعلم: أن المدرسة والحلقة القرآنية وحدها غير كافية؛ فهي وإن كانت مفيدة من حيث المنهج والتأصيل؛ إلا أن الطفل لا يقضي فيها الوقت الكافي لكي يتمرن لسانه تمرنا كاملا على العربية، فلذا يأتي دور الأسرة للقيام بهذه المهمة؛ فينبغي أن يكون الجو الأسري يدعم عملية تعليم الطفل اللغة العربية وأمور الدين، وهذا بأن يعتني أهل البيت على التخاطب بالعربية داخل البيت، مهما كان الأمر صعبا في البداية، حتى يتمرن الطفل تمرنا كاملا.

ويجب توجيهه حال جلوسه على أجهزة الهاتف أو الكمبيوتر للترفيه المباح أو التعلم، بأن يوجه دوما للتعامل مع البرامج والمواقع العربية المناسبة، وهذا يتطلب من الأم أو الأب أن يكون دوما على اطلاع على الجديد والمفيد والآمن من البرامج والمواقع وطرق التعامل الصحيح والمفيد مع هذه الأجهزة، لكي يسهل توجيه الطفل وتحقيق الفائدة المرجوة بدون مفاسد.

كما تنبغي الاستفادة من المشاريع التعليمية النافعة والآمنة التي تنتشر في شبكة الإنترنت ومواقع ووسائل التواصل الاجتماعي والموجهة للأطفال.

ومن ذلك المنهج المشهور والذي استفاد منه كثير من المسلمين، منهج "العربية بين يديك" و "بين يدي أولادنا".

وقبل كل هذا عليك بالاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه في كل خطوة، وملازمة الدعاء بصلاح الولد وأن يكون مباركا نافعا لنفسه ولإخوانه المسلمين.

ولمزيد الفائدة تحسن مطالعة جواب السؤال رقم: (10211).

والله أعلم.

التربية
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب