تلوين فصول الكتاب بألوان مختلفة تبعا للموضوع كالأخضر للجنة والداكن للنار

14-12-2020

السؤال 336662

إذا أراد شخص ما أن يصنع كتابا إلكترونيا عن القرآن، فهل يجوز له أن يصمّم كل فصل من كتابه بألوان وصور المناظر الطبيعية حسب كل موضوع لغرض جماليّ بَحت، أي: لجعله ممتعًا للقارئ، وجذب انتباهه؟ مثال: إذا كان فصلًا عن الجحيم ، فسيكون موضوع اللون داكنًا، مع لوحة تجريدية مصنوعة من الألوان الداكنة كغلاف، وإذا كان فصلًا عن الجنة، فسيكون اللون أخضر مع صورة غابة أو مجموعة أوراق على سبيل المثال، ليس القصد هو تصوير أمور الغيب كما هي، بل بالأحرى استخدام الأوصاف الموجودة في القرآن والسنّة من أجل إعطاء شعور معيّن يخطر في بال المرء عند سماعه لكن دون تصويرها. إذا لم يكن الأمر كذلك، فهل يمكن للمرء الاحتفاظ بأفكار التصميم هذه فقط في دفاتر ملاحظاته الشخصية دون نشرها؟

الجواب

الحمد لله.

لا حرج في عمل كتاب الكتروني عن القرآن وتلوين فصوله بألوان مختلفة، بحسب الموضوع، كأن يضع لونا غامقا للفصل الذي يتحدث عن النار، ولونا أخضر للفصل الذي يتحدث عن الجنة، بشرط ألا توضع رسومات يُظن أنها تصوير لما يكون في النار والجنة؛ فإن هذا التصوير للأمور الغيبية ممنوع؛ لأنه قول على الله بلا علم ؛ إذ لا يعلم أحد منا ما يكون عليه شكل الجنة والنار، ولا مقارنة بينهما وبين ما نعهده من صور للنار أو الأشجار أو الأنهار. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : "ليسَ في الجنَّةِ شيءٌ مما في الدنيا إلا الأسْماءُ" . رواه البيهقي في البعث والنشور وصححه المنذري في الترغيب والترهيب والألباني في "صحيح الترغيب".

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " ما حكم رسم بستان كأنه يمثل الجنة، ونار كأنها تمثل النار؟

فأجاب:  هذا لا يجوز، لأننا لا نعلم كيفية ذلك، كما قال عز وجل: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17] ، ولا نعلم كيفية النار، فهي فضلت على نار الدنيا بتسع وستين جزءاً ، بما فيها النار الغليظة كنار الغاز وغيرها وما هو أشد، فهل أحد يستطيع أن يمثل النار؟ لا أحد يستطيع، ولهذا بلِّغْ من يفعل ذلك أن هذا حرام، ومع الأسف الشديد أن الناس الآن بدءوا يجعلون الأمور الأخروية ، كأنها أمور حسية مشاهدة.

رأيت ورقة مكتوب فيها مربعات : كذا الموت وآخر القبر وآخر القيامة وهكذا، فهذا كأنه صور ما بعد الموت خطوط ومربعات هندسية، جرأة عظيمة والعياذ بالله .

ثم يقال: ما الذي أدراك أن هذا بعد هذا؟ نحن نعرف أن القبر بعد الحياة الدنيا وأن البعث بعد القبر، ولكن تفاصيل ما يكون يوم القيامة من الحساب والموازين وغير ذلك: من يعلم الترتيب؟ لكن هذه جرأة عظيمة، والغريب أن هذه الورقة توزع، لكن هذا من جملة ما يوزع الآن على الناس من الأوراق المكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، فيجب الحذر والتحذير من هذه الأوراق" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (222/ 22).

وينظر: جواب السؤال رقم : (131472).

فإذا خلا العمل من هذا المحذور، فلا حرج؛ عملا بالأصل وهو الإباحة.

والله أعلم.

عادات
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب