حكم برد الضرس الطويل وحف الأضراس الأمامية لتكون دائرية الشكل

16-03-2019

السؤال 295774

أنا أضع تقويم الأسنان ، وقبل فترة الدكتورة قالت : سأحف لك الضرسين الأماميين حتى يكونا بشكل دائري ؛ لأنه أجمل للمرأة ، ولأن أحد الأسنان فيها حشوة زائدة ، فشكلها أطول من الآخر ، فمع كونها ستجعله نفس الطول ، إلا انها ستحفه بشكل دائري ؛ حتى يكون أجمل ، لأنه في الأصل الأسنان مربعة ، ففعلت ذلك ، وأنا كنت شاكة هل هذا يجوز أم لا ، ثم أوقفتها وهي تعمل ، وقلت لها : اصبري لعلي أنظر هل هذا جائز أو لا ، وهي كانت قد أنهت الضرسين إلا إن أحدهما بقي أطول من الآخر بقليل ، بعدها عرفت أن هذا لا يجوز ؛ لأنه يدخل في المتفلجات للحسن ، فقلت : لن أكمل تعديل الضرس الثاني ، أنا الآن على قرب الانتهاء من علاج التقويم ، لكن هناك مشكلة بسيطة ، وهي الآن أن الأسنان إذا أغلقت لا تكون كلها نفس الشيء ، فإن الضرس الثاني أطول من الأول فهو يُغلق قبله، وهذا لا شيء فيه ، لكنه من باب التجميل، فان الضرسين ليسا في مستو واحد تماما . سؤالي: هل يجوز أن تنحت الدكتورة هذا الزائد من الضرس الثاني بحيث يبقى كمستوى الضرس الآخر ، وهو نحت بسيط جداً جدا ، يعني حقيقة أريده أن يبقى مثل طول السن بالضبط ، فالآن هل يجوز هذا لي أم لا؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

يجوز برد الأسنان والأضراس لتتساوى في الطول، إذا كان عدم تساويها يؤذي أو يضر، ولا يجوز ذلك إذا كان لمجرد الجمال وطلب الحسن.

والأصل في ذلك: ما رواه البخاري (5943) ، ومسلم (2125) عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّه".

قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم:

"( الْمُتَفَلِّجَات ) َالْمُرَاد : مُفَلِّجَات الْأَسْنَان، بِأَنْ تَبْرُد مَا بَيْن أَسْنَانهَا الثَّنَايَا وَالرَّبَاعِيَّات، وَتَفْعَل ذَلِكَ الْعَجُوز وَمَنْ قَارَبْتهَا فِي السِّنّ إِظْهَارًا لِلصِّغَرِ وَحُسْن الْأَسْنَان ، لِأَنَّ هَذِهِ الْفُرْجَة اللَّطِيفَة بَيْن الْأَسْنَان تَكُون لِلْبَنَاتِ الصِّغَار ، فَإِذَا عَجَزَت الْمَرْأَة، كَبُرَتْ سِنّهَا، فَتَبْرُدهَا بِالْمِبْرَدِ لِتَصِيرَ لَطِيفَة حَسَنَة الْمَنْظَر ، وَتُوهِم كَوْنهَا صَغِيرَة ، وَيُقَال لَهُ أَيْضًا الْوَشْر.

وَهَذَا الْفِعْل حَرَام عَلَى الْفَاعِلَة وَالْمَفْعُول بِهَا، لِهَذِهِ الْأَحَادِيث ، وَلِأَنَّهُ تَغْيِير لِخَلْقِ اللَّه تَعَالَى، وَلِأَنَّهُ تَزْوِير، وَلِأَنَّهُ تَدْلِيس .

وَأَمَّا قَوْله : ( الْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ ) فَمَعْنَاهُ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْحُسْنِ . وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَرَام هُوَ الْمَفْعُول لِطَلَبِ الْحُسْن ، أَمَّا لَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَيْهِ، لِعِلَاجٍ، أَوْ عَيْب فِي السِّنّ وَنَحْوه: فَلَا بَأْس. وَاللَّه أَعْلَم " انتهى باختصار.

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء (24/75) : إذا كان لي سنان طويلان ، فهل يجوز لي تسويتهما مع باقي الأسنان ؟

فأجابت :

" إذا كان طولا يؤذيك ، فتزيل ما يؤذيك فقط " انتهى .

وعليه: فإن كان طول الضرس يؤذي، أو يضر في الأكل، أو الكلام ونحوه: جاز برده ليتساوى معه غيره.

وإن كان طوله لا يؤدي لشيء من ذلك: لم يجز برده.

ثانيا:

قد أحسنت في إيقاف عملية حف الأضراس لتكون دائرية الشكل؛ فإن هذا من الوشر والتفلج المحرم، ونسأل الله أن يعفو عنك فيما تقدم.

والله أعلم.

الزينة الطب والتداوي
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب