هل القراءة في جميع الصلوات تكون سراً عند الإباضية؟

22-06-2019

السؤال 270368

قرأت في بعض المواقع عن الإباضية أنهم يصلون جميع الصلوات سرا ، آمل توضيح الأمر .

ملخص الجواب:

.

الجواب

الحمد لله.

أولا:

من المجمع عليه؛ أن قراءة القرآن في الصلوات الخمس تكون جهرا في فريضة الفجر، وفي الركعة الأولى والثانية من صلاتي المغرب والعشاء.

وتكون القراءة سرا في الظهر، والعصر، وفي الركعة الثالثة من المغرب، وفي الثالثة والرابعة من العشاء.

قال ابن المنذر رحمه الله تعالى:

" أجمع أهل العلم؛ على أن صلاة الظهر أربع ركعات يخافت فيها بالقراءة، ويجلس فيها جلستين في كل مثنى جلسة للتشهد.

وأن عدد صلاة العصر أربعا كصلاة الظهر، لا يجهر فيها بالقراءة، ويجلس فيها جلستين في كل مثنى جلسة للتشهد.

وأن عدد صلاة المغرب ثلاثا، يجهر في الركعتين الأوليين منها بالقراءة، ويخافت في الثالثة، ويجلس في الركعتين الأوليين جلسة للتشهد وفي الآخرة جلسة.

وأن عدد صلاة العشاء أربعا، يجهر في الركعتين الأوليين منها بالقراءة، ويخافت في الأخريين، ويجلس فيها جلستين كل مثنى جلسة للتشهد.

وأن عدد صلاة الصبح ركعتين يجهر فيهما بالقراءة ويجلس فيها جلسة واحدة للتشهد " انتهى من  "الأوسط" (2 / 318).

ثانيا:

الإباضية لم يخالفوا في هذه المسألة الإجماع، فقولهم كقول سائر المسلمين.

جاء في كتابهم المعتمد " شرح كتاب النيل وشفاء العليل" لشيخهم محمد بن يوسف أطفيش (2 / 131):

" محل الجهر معروف من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ركعتا الفجر، وأوليتا المغرب، وأوليتا العشاء " انتهى.

وقال في (2 / 138):

" أجمعوا أنه يسر بالقراءة في ظهر وعصر، وآخرة مغرب، وآخرتين من العشاء " انتهى.

لكنهم يفرقون بين المنفرد والإمام -في صلاة الجهر- في حدّ الجهر.

ففي قول لهم مشهور: أقل درجة الجهر للمنفرد ، هو أن يرفع صوته بحيث يُسمع أذنيه.

وأما بالنسبة للإمام: فأقل الجهر أن يسمع من خلفه.

حيث جاء في (2 / 139 - 140) من الكتاب السابق ذكره:

" والجهر ( أقله إسماع الأذن ) ... وهذا القول في غير الإمام ، وأما الإمام فلا بد أن يسمع من خلفه...

( والسر تقطيع الحروف ) بتحريك اللسان ( بدونه )، أي بدون الإسماع للأذن.

( وقيل: ) السر ( إسماع الأذن، والجهر إسماع الغير )، وليس كما قيل: إن إسماع الأذن يستلزم إسماع الغير، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم تحتمل القولين... " انتهى.

وبسبب هذا التفريق بين أقل جهر الإمام والمنفرد، تجد بعض كتبهم تعبر عن جهر المنفرد، بأنه يسرّ.

مثل ما جاء في كتابهم "تلقين الصبيان ما يلزم الإنسان" (ص 31) لنور الدين السالمي:

" (فريضة الفجر) يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب وسورة، جهرا إن كان إماما، وسرّا إن كان منفردا " انتهى.

وعلّق عليه محقق الكتاب أبو إسحاق إبراهيم أطفيش، وهو من شيوخهم؛ بقوله:

" المراد بالسر هنا: خفض الصوت قليلا، لا السر المطلوب في ركعة الفاتحة وحدها، فإنه خفض الصوت إلى حد ما يسمعه هو، دون غيره؛ فافهم " انتهى.

ثالثا:

ينبغي للمسلم أن يحرص على تصفح مواقع أهل السنة والجماعة، والابتعاد عن مواقع أهل البدع والضلالة، فإنه يستفيد من هذه المواقع إلا إثارة الشبهات ، وتضييع الأوقات فيما يضر لا فيما يفيد .

يراجع للأهمية جواب السؤال رقم : (11529) ، ورقم : (40147).

فعلى المسلم أن يحذر على دينه فهو أغلى ما يملك، ولا يعرض نفسه للفتن التي يجلبها الاهتمام بأقوال أهل البدع.

قال ابن مفلح رحمه الله تعالى:

" وذكر الشيخ موفق الدين رحمه الله في المنع من النظر في كتب المبتدعة، قال: كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم، والاستماع لكلامهم " انتهى من "الآداب الشرعية" (1 / 251).

والله أعلم.

القراءة في الصلاة صفة الصلاة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب