يريد المقاول يريد تسجيل اسمها صوريا كمهندسة مقابل مبلغ مالي .
أنا مهندسة ولا أعمل . عرضت علي إحدى صديقاتي أن تأخذ أوراقي للعمل صوريا لدى أحد المقاولين ، مقابل مبلغ مادي بسيط مرة واحدة ، وبعدها يتم فصلي .
يستفيد المقاول أنه يأخذ مقاولة بمبلغ أعلى ؛ لأن عدد العمال يكون أكبر ، وهو لا يعطيني إلا راتبا عن شهر واحد فقط ، وهو الشهر الذي سيحصل فيه على المقاولة ، ثم يشطبني من دفاتره ، وإذا احتاج مرة أخرى لأخذ مقاولات يتم إضافتي ، ويمنحني راتب الشهر الذي أضافني فيه ، وهكذا ، ولكن فعليا أنا لا أقوم بأي عمل . هل هذا المال حلال شرعا أم لا ؟
الجواب
الحمد لله.
الشريعة الإسلامية شريعة الصدق والأمانة ، ولا ترضى للمسلم أن يكون سببا في الغش
والتدليس الذي ينتشر كثيرا في قطاعات العمل ، وخاصة قطاع المقاولات . فالمقاول
الصادق يقدم بياناته الواقعية ، وقدراته الحقيقية ، من دون استكثار ولا مبالغة توهم
الراغبين في العمل خلاف الواقع ، حتى لو وقع الأمر على مستوى عدد المهندسين
وتخصصاتهم أو عدد الآليات ونحو ذلك . يقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة/119، وقال عليه
الصلاة والسلام : ( مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ) رواهُ مُسلم (102) .
فإذا كنت تعلمين بحقيقة ما يطلبه منك المقاول ومقصده الذي يبتغيه ، فلا تقبلي بذلك
، واستغني بما أغناك الله عز وجل ، وتعلقي بكرم الله أن ييسر لك عملا أفضل ، وتجارة
أربح ، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، يقول الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2.
والله أعلم .