يريد الزواج من امرأة يرفضها والداه لعيب خلقي فيها

04-05-2010

السؤال 147100

هل تعتبر العيوب الخلقية كاعوجاج في العمود الفقري وفي الجسم ككل سبباً شرعياً لمنع الوالدين بزواجي بمن اخترت؟ مع العلم أنها على دين وخلق وعقل ؟ وجزاكم الله خيرا

الجواب

الحمد لله.

أولا :

ينبغي أن يختار الإنسان لنفسه ذات الدين والخلق ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) .
وله أن يتزوج من مريضة أو معاقة أو من بها عيب خلقي ، لأن الحق له ، والخيار إليه .

ثانيا :

ينبغي أن يستأذن الرجل والديه في النكاح ، ويستشيرهما فيمن يريد خطبتها ، ويسعى لإرضائهما ، لما لهما من الحق العظيم عليه .
فإن رغب في امرأة معينة ، وأمره والداه بتركها ، فينبغي أن يطيعهما ، ما لم يخش الوقوع في الحرام إن لم يتزوج من هذه المرأة المعينة . وقد صرح ابن الصلاح والنووي وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود الموريتاني في نظم البرور - بوجوب طاعة الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة .

لكن إن خشي الوقوع في الحرام مع هذه المرأة ، كان درء هذه المفسدة مقدما على طاعة الأبوين.

فإن كنت حريصا على الزواج من هذه المرأة فعليك إقناع والديك بأسباب اختيارك لها ، فإن وافقا فالحمد لله ، وإن أصرا على الرفض فالأحسن لك أن تطيعهما .

ولا ينبغي أن يحزنك ذلك ، فإن الله جاعل لك بطاعتهما خيرا وتوفيقا ، ولا يخفى ما للوالدين من عظيم الحق والفضل الذي يستدعي شكرهما وبرهما والإحسان إليهما والتضحية بكثير من الملذات والمسرات لأجلهما .

رزقنا الله وإياك البر والإحسان .

والله أعلم .

بر الوالدين
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب