جمع تبرعات لجمعية خيرية وهو صغير وأنفقها على نفسه

08-12-2009

السؤال 143130

كنت أقوم بأعمال تطوعية وأنا في الثانية عشر من عمري والثالثة عشر (لست متأكداً هل كنت قد وصلت سن الحلم وقتها أم لا) فكنت أجمع التبرعات في المساجد لصالح إحدى الجمعيات الخيرية وقتها وكنت أذهب لهم بالمال أولا بأول , ومرة من المرات تأخرت وجلس المال لدي ومعه أيضا بعض السندات غير المباعة , وكنت أنوي أن آخذها للجمعية ولكني تأخرت وتغلب علي الشيطان وقمت بصرف المال الذي لا أذكر كم كان ولكنه ليس بكثير ولكني كنت أنوي رده ولكني أجلت وسوفت حتى أغلقت هذه الجمعية .. فماذا أفعل وكيف أرد هذه الأموال؟ علما بأنه مضى على هذا الموضوع سنوات كثيرة وأنا سأقوم بمحاولة تذكر المبلغ وإخراج مبلغ أكبر منه احتياطا , ولكن إلى أين , فإني لا أذكر هل كانت هذه الأموال لصالح أيتام أو بناء مساجد أو غيرها , وماذا أفعل حيال السندات الضائعة علما بأنها ليست مباعة (وهو الكوبون الذي يعطى للمتبرع كسند ويكون محدد عليه المبلغ المدفوع ولصالح ماذا دفع) , أفيدوني جزاكم الله خيرا فإني في حيرة من أمري وأريد التخلص من هذا الدين .

الجواب

الحمد لله.

أما تلك السندات والكوبونات التي تعطى للمتبرع حينما يدفع مبلغ التبرع فلا شيء عليك في ضياعها من الناحية المادية ؛ لأنه لا قيمة لها في ذاتها ، ولكن عليك الاستغفار والتوبة لضياعها منك ؛ لأنها كانت أمانة عندك ، وكان الواجب عليك أن تحفظها حتى تردها إلى الجمعية .

أما المبلغ الذي كنت قد حصلته باسم الجمعية من المتبرعين وأنفقته ولا تدري ما مقداره : فعليك تقديره على نفسك بحسب ما يغلب على ظنك ، ثم تدفعه إلى جمعية خيرية تقوم بمثل أنشطة الجمعية التي كنت تعمل معها ، بنية التخلص منه والتوبة ، لا بنية الصدقة .

وعليك التوبة والاستغفار مما فعلت ، والإكثار من العمل الصالح من الصلاة والصيام والصدقة وكافة أنواع البر فإن الحسنات يذهبن السيئات .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لبعض هؤلاء الذين اكتسبوا مالا حراما ثم تابوا :

"نوصيك بإخراج ما يغلب على ظنك أنه من كسب حرام في وجوه البر , مع التوبة الصادقة المشتملة على الندم على ما سلف , والإقلاع عن فعل الحرام , والعزم الصادق على ألا تعود إليه ، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة ، كما قال الله سبحانه : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ونوصيك بالإكثار من الأعمال الصالحة من الصلاة والصوم والذكر , لقول الله عز وجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)" انتهى باختصار .

"مجموع فتاوى ابن باز" (9/441) .

والله أعلم

التوبة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب