اتباع العلماء والأمراء

14-07-2008

السؤال 121232

ما حكم اتباع العلماء أو الحكام في تحليل ما حرم الله أو العكس ؟

الجواب

الحمد لله.



" اتباع العلماء أو الحكام في تحليل ما حرم الله أو العكس ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : أن يتابعهم في ذلك راضياً بقولهم ، مقدماً له ، ساخطاً لحكم الله ، فهو كافر ؛ لأنه كره ما أنزل الله ، وكراهة ما أنزل الله كفر ؛ لقوله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) محمد/9 ، ولا تحبط الأعمال إلا بالكفر ، فكل من كره ما أنزل الله فهو كافر .

القسم الثاني : أن يتابعهم في ذلك راضياً بحكم الله ، وعالماً بأنه أمثل وأصلح للعباد والبلاد ، ولكن لهوى في نفسه تابعهم في ذلك ، فهذا لا يكفر ، ولكنه فاسق .
فإن قيل : لماذا لا يكفر ؟
أجيب : بأنه لم يرفض حكم الله ، ولكنه رضى به وخالفه لهوى في نفسه ، فهو كسائر أهل المعاصي .

القسم الثالث : أن يتابعهم جاهلاً ، يظن أن ذلك حكم الله فينقسم قسمين :

الأول : أن يمكنه معرفة الحق بنفسه فهو مفرط أو مقصر فهو آثم ، لأن الله أمر بسؤال أهل العلم عند عدم العلم .

الثاني : أن يكون جاهلاً ولا يمكنه معرفة الحق بنفسه فيتابعهم بغرض التقليد يظن أن هذا هو الحق فلا شيء عليه ؛ لأنه فعل ما أُمر به وكان معذوراً بذلك ، ولذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أُفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه ) ، ولو قلنا بإثمه بخطأ غيره للزم من ذلك الحرج والمشقة ولم يثق الناس بأحدٍ لاحتمال خطئه " انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .
"فتاوى علماء البلد الحرام" (ص 475 ، 476) .

والله أعلم

الشرك وأنواعه مصادر التشريع
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب