الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

وقوف أهل الميت في المقبرة صفا لتلقي التعزية

88141

تاريخ النشر : 29-07-2006

المشاهدات : 47752

السؤال

ما حكم الشرع في وقوف أهل الميت صفاً واحداً في المقبرة بعد الفراغ من الدفن لتلقي العزاء من المعزين, وأيضاً ما حكم وقوف أهل الميت صفاًُ واحداً في مكان العزاء بيت أو صالة عند استقبال المعزين ثم يجلسون بعد خروج المعزين ويعاودون الوقوف مرة أخرى عند قدوم آخرين وذلك فيما بين المغرب والعشاء؟
ما الحكم في المحاضر الذي يكثر من استعمال كلمة "الحبيب صلى الله عليه وسلم" كلما جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؟ .

الجواب

الحمد لله.

أولا :

لا حرج في تلقي أهل الميت العزاء في المقبرة ، قبل الدفن أو بعده ، سواء وقفوا صفا واحدا أو متفرقين ، لأن وقوفهم في صف واحد هو لتسهيل الوصول إليهم وتعزيتهم .

وأما جلوسهم في البيت لتلقي العزاء ، فليس من السنة ، بل يُعزى المصاب حيث وجد ، في المقبرة ، أو في الشارع ، أو في المسجد .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ما حكم اصطفاف أهل الميت عند باب المقبرة لتلقي تعازي الناس بعد دفن الميت مباشرة ؟

فأجاب : الأصل أن هذا لا بأس به ؛ لأنهم يجتمعون جميعا من أجل سهولة الحصول على كل واحد منهم ليعزى ، ولا أعلم في هذا بأسا " انتهى .

وسئل رحمه الله : " بعد الفراغ من دفن الميت وتعزية أهله يقوم الناس بالذهاب إلى بيت الميت وعادة ما يكون ذلك بعد صلاة المغرب ، ثم يشربون القهوة ويعزون أهل الميت مرة أخرى ، ثم ينصرفون ، فما الحكم في هذا ؟

فأجاب : الحكم أن هذا من البدع ، فما كان الصحابة رضي الله عنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما بعده ينتظرون الناس في بيوتهم ليعزوهم ، والحقيقة أن هذا يشعر أن المصاب جزع من المصيبة ، كأنه يقول : يا أيها الناس إني جالس في بيتي محزونا فتقدموا لي بالعزاء .

والسنة أن الإنسان يغلق بيته ، ثم من وجده في السوق ، أو وجده في المسجد يعزيه إذا رآه مصابا حزينا ، فيسليه بالتعزية ، ويقول : اصبر واحتسب ، الأمر أمر الله عز وجل ، لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى " انتهى.

وقال رحمه الله : " ولهذا لو أن طلبة العلم بينوا للناس هذا الأمر وبدأوا بأنفسهم هم ، كما بدأنا بأنفسنا ، والدنا توفي ولم نجلس ، ووالدتنا توفيت ولن نجلس للعزاء ، لو أن أهل العلم فعلوا ذلك لكان فيه خير كثير ، ولترك الناس هذه العادات " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (17/352 ، 374، 389).

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب