الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

سبب التعبير بقوله تعالى: (خالدين فيها) مع أنه قال قبل ذلك: (يدخله)

348452

تاريخ النشر : 03-09-2021

المشاهدات : 3101

السؤال

أنا من العراق، لاحظت خطأ في سورة النساء الآية 13 ، إذ يقول تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) هل صحيح لغوياً قول خالدين على الرغم أنه قال يدخله في الآية؟ أنا لا أفهم قواعد اللغة العربية، لذلك أتمنى أن تكون الإجابة مفهومة.

الحمد لله.

أولًا:

عجز العرب عن معارضة القرآن

إن الأصل في المسلم أن يعتقد صحة كلام الله تعالى وعدم تطرق الخلل إليه، لأن الله تعالى يقول:  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ  الحجرات/9.

والقرآن هو كتاب الإسلام الذي عجز العرب عن معارضته، ومضت القرون كلها ولم يأت أحدٌ من العرب، ولن يأتي أحد منهم بخطأ في كتاب الله، فكيف تزعم أو يزعم معاصر أن في القرآن خطأ.

إن المعاصر الذي يقول ذلك ينادي على نفسه بالجهل والغباء، إذ لم يفعل ذلك أحدٌ من العرب أصحاب اللغة، وسادة البيان.

ثانيًا:

التعبير بالجمع في قوله (خالدين فيها) مع أنه قال قبلها (يدخله)

قال الله تعالى:  تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  النساء/13.

جاء السؤال عن سبب قوله تعالى: (خالدين فيها) مع أنه قال قبل ذلك: (يدخله)، فلم جاء التعبير بالجمع؟

والجواب:

1- لأن كلمة (من) في قوله: (ومن يطع الله) مفرد في اللفظ، ولكنه جمع في المعنى، فلهذا صح الوجهان.

قال الرازي "مفاتيح الغيب" (9/ 526): "هاهنا سؤال وهو أن قوله: (يدخله جنات) إنما يليق بالواحد، ثم قوله بعد ذلك: (خالدين فيها) إنما يليق بالجمع فكيف التوفيق بينهما؟

الجواب: أن كلمة (من) في قوله: (ومن يطع الله): مفرد في اللفظ، جمع في المعنى؛ فلهذا صح الوجهان".

2- أنَّ من "يطيع الله ورسوله": ليس فردا واحدا؛ بل هو خبر عن حال المؤمنين عامة، من الأولين والآخرين، فلذلك حسن التعبير عن خبرهم وحالهم بضمير الجمع. 

3- ومن لطائف ذلك أيضا: أن الأصل في الجنة الاجتماع على النعيم، وحصول هذا النعيم لعدد من أهل الإيمان، لتحصل المودة بينهم، ولذلك جاء التعبير بالجمع.

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (308091) ورقم (135752)

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب