الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

تحويل أصحاب السبت إلى قردة

324742

تاريخ النشر : 17-01-2021

المشاهدات : 12476

السؤال

لماذا حول الله أصحاب السبت إلى قردة ؟ لماذا هذا الحيوان بالضبط ؟

الحمد لله.

أولا: أصحاب السبت من اليهود

قال الله تعالى، في شأن أصحاب السبت من اليهود:   وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ  البقرة/65-66.

قال الشيخ السعدي، رحمه الله: " أي: ولقد تقرر عندكم حالة الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ وهم الذين ذكر الله قصتهم مبسوطة في سورة الأعراف في قوله: وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ الآيات.

فأوجب لهم هذا الذنب العظيم، أن غضب الله عليهم وجعلهم قِرَدَةً خَاسِئِينَ حقيرين ذليلين. وجعل الله هذه العقوبة نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا أي: لمن حضرها من الأمم، وبلغه خبرها، ممن هو في وقتهم. وَمَا خَلْفَهَا أي: من بعدهم، فتقوم على العباد حجة الله، وليرتدعوا عن معاصيه، ولكنها لا تكون موعظة نافعة إلا للمتقين، وأما من عداهم فلا ينتفعون بالآيات." انتهى من "تفسير السعدي" (53-54).

ثانيا: سبب كون عقوبتهم المسخ قردة 

وأما عن خصوص هذه العقوبة، وملاءمتها لذنبهم، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: " فبين أنهم استحلوها وعصوا الله بذلك ، ومعلوم أنهم لم يستحلوها تكذيبا لموسى - عليه السلام - وكفرا بالتوراة ، وإنما هو استحلال تأويل واحتيال ظاهره ظاهر الاتقاء ، وحقيقته حقيقة الاعتداء.

ولهذا والله أعلم مسخوا قردة ، لأن صورة القرد فيها شبه من صورة الإنسان .

وفي بعض ما يذكر من أوصافه شبه منه وهو مخالف له في الحد والحقيقة .

فلما مسخ أولئك المعتدون دين الله، بحيث لم يتمسكوا إلا بما يشبه الدين في بعض ظاهره، دون حقيقته: مسخهم الله قردة، يشبهونهم في بعض ظاهرهم، دون الحقيقة؛ جزاء وفاقًا " انتهى من "الفتاوى الكبرى" (6/ 28).

وقال ابن كثير، رحمه الله: " يقول تعالى: ولقد علمتم يا معشر اليهود، ما حل من البأس بأهل القرية التي عصت أمر الله، وخالفوا عهده وميثاقه، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت والقيام بأمره، إذ كان مشروعا لهم، فتحيلوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت، بما وضعوا لها من الشصوص والحبائل والبرك قبل يوم السبت، فلما جاءت يوم السبت على عادتها في الكثرة، نشبت بتلك الحبائل والحيل، فلم تخلص منها يومها ذلك، فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت.

فلما فعلوا ذلك، مسخهم الله إلى صورة القردة، وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر، وليست بإنسان حقيقة؛ فكذلك أعمال هؤلاء وحيلهم؛ لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كان جزاؤهم من جنس عملهم." انتهى، من "تفسير كثير" (1/288).

وبنحوه قال "القاسمي" في "محاسن التأويل" (5/ 212) : " ولهذا - والله أعلم - مسخوا قردة ، لأن صورة القرد فيها شبه من صورة الإنسان ، وفي أوصافه شبه منهم ، وهو مخالف له في الحد والحقيقة.

فلما نسخ أولئك المعتدون دين الله تعالى، بحيث لم يتمسكوا إلا بما يشبه الدين في بعض ظاهره، دون حقيقته؛ مسخهم الله قردة يشبهونهم في بعض ظواهرهم ، دون الحقيقة ، جزاء وفاقًا ". انتهى.

ولمزيد من الفائدة انظر جواب السؤال رقم : (14085).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب